نسائم الجنة 10
عدد الرسائل : 253 نقاط التقييم : 18061
^ : ^
-
| موضوع: والصمت في حرم الجمال جمـال 2011-06-18, 16:24 | أنت الرقيب على نفسك |
|
ليس أجمل من دقائق تستمتع فيها بالهدوء والسكينة .. تتناول فيها فنجاناً من القهوة السوداء .. و تقرأ فيها قصيدة .. بل هي تقرؤك و تكتبك .. و تجول في ساحات نفسك و دهاليز ورحك و تكشف عما لم تستطع أنت مع ركضك المستمر في عجلة الأيام السريعة أن تكتشفه الكلمة الجميلة دواء .. والقصيدة التي يكتبها شاعر متمرس هي أشبه بوصفة تجلب الفرح لعاشق الشعر و محبه على حد سواء .. الشعر يرتقي بالروح فتكون غمامة تمطر حباً أنى شاءت .. و قد يشعلها فتكون ناراً تضطرم في نفس صاحبها .. الشعر والسحر متلازمان .. فالشاعر إن ارتقى سلم الإبداع سحر القارئ ببديع عباراته و جميل انتقاءه و حسن سبكه .. وكثيراً ما أجدني أعيد قراءة نص شعري أكثر من مرة .. بل و أتمتم ببعض أبياته وتأبى الزوال من ذاكرتي ..أبيات وقفت كثيراً أمامها لا أملك تعلقاً فكما قال نزار قباني ( الصمت في حرم الجمال جمال ) [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]و سأضع لكم في هذا الموضوع قصائد هي من أجمل ما قرأت .. و كلي أمل أن تنال إعجابكم أنتم أيضاً ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[size=16]يقول الدكتور غازي القصيبي في كتابه سيرة شعرية : ( وصلت لندن في ربيع 1992 م وكان من مفارقات القدر ، وما أكثرهـا ، أن الدار الفخمة المخصصة لسكن السفير السعودي في لندن لا تبعد سوى أمتار قليلة عن الشقة المتواضعة التي سكنتها فترة من الزمن أثناء تحضير رسالة الدكتوراة في نهاية الستينات الميلادية ، أيامهـا كنت كثيراً ما أمشي من الشقة المتواضعة إلى الدار الفخمة ضيفاً على الصديق عبدالرحمن الحليسي ، السفير وقتها ، في مأدبة من مآدبه العديدة .و هذه المرة انعكست الآية .. مشيت من الدار الفخمة إلى الأماكن القديمة لأزور الشقة المتواضعة وماحولهـا ، و وجدت أن المكان لم يتغير كثيراً .. بعد هذه التجربة ولدت قصيدة ( في الشارع القديم )
في الشارع القديم / غازي القصيبي 1992م
نعود إليهِ إلى شارعٍ كان منزلُنا ذات يومٍ يطلُّ عليهِ ونسأله عن سنينِ هوانا فيأتلقُ الشوقُ في شفتيْهِ ونسأله عن سنين صِبانا فيحترقُ الدمعُ في ناظريهِ
***
مضى ربعُ قرنٍ0 0 وأكثرْ تغيّر ذاك الفتى 0 0 وتغيَّر 0 0 ثُمّ تغيّرْ فقد كان أنقى 00 وأبهى 0 0و أشعرْ أغار بخنجرهِ في صدور المعاركِ 0 0 حتى وَهَى 00 و تكسّرْ وأشرع زورقه في عيون العواصف حتّى ارتمى 00وتبعثرْ وطاف بخافقه في الصحارى0 0 إلى أن تحجّرْ وعاد يَجُرُّ حُطَام السنينْ ويكتب هذا القصيدَ المُكرَّرْ
***
هنا مطعم الأمس0 0 نفسُ الطعامِ البذيء الغريبْ هنا بائعُ الكُتبِ نفسُ البضاعةِ 00نفسُ الروائحِ00 نفسُ الغُبَارْ وفي المنحنى لا يزال الصِغارْ بنفسِ الجُنونِ 00ونفسِ الشِجارْ ومنزلُنا 00 كُلّ شيْ كما كان 0 0 حتّى الجرائدُ تستبقُ الفجرَ 0 0 حتّى الحليبْ لماذا نشيبْ وتبقى الشوارع ليستْ تشيبْ ؟
***
على البابِ 0 0 أوشك أن ألمسَ الزّرّ0 0 ثم يعودُ الزمانُ ويهوي على كتفي 00رُبع قرنٍ فأهمسُ , " كانْ وما عاد منزلَنا "0 0 كلُّ شيء تغيّر00إلا المكانْ وإلا عُيونك00 نفسُ الطفولة 00 نفسُ البراءة00 نفسُ الحنانْ زمانُ ُ عجيبْ! أأكبر وحدي00 وتبقينَ أنتِ00 وتبقى عُيونكِ00 تبقى الشوارعُ00 ليستْ تشيبْ؟!
في صوتي المرتج بعض صوتك القديم
في سحنتي بقية من حزنك المنسل في ملامحك
وفي خفوت نبرتي ـ إذا انطفأت ـ ألمح انكساراتك
وأنت ..
عازفا حينا ،
وحينا مقبلا
وراضيا ، تأخذني في بردك الحميم
أو عاتبا مغاضبا
فأنت في الحالين ، لن تصدني ..
وتستخير الله ، أنت تكون قد عدلت !
يفاجئني أنك لم تزل معي
وأنت شاخص في وقفتي الصماء ، والتفاتاتي
أرقبني فيك ،
وأستدير باحثا لدي عنك
تحوطني ، فأتكئ
تمسك بي ، إذا انخلعت
تردني لوجهتي
مقتحما كآبة الليل المقيم
الآن ، عندما اختلطنا
صرت واحدا ،
وصرت اثنين ،
عدت واحدا ،
عنك انفصلت ، واتصلت
لم أدر كم شجوك النبيل قد حملت
أضفته لغربتي
ومن إبائك الذي يطاول الزمان .. كم نهلت
فاكتملت معرفتي
واتسعت أحزان قلبي اليتيم
بالرغم من أبوتك
وأنت ناصحي المجرب الحكيم
لم تنجني من شقوتك !
***
أبي تراك في مكانك الأثير مانحي سكينتك
وقد فرغت من رغائب الحياة
فانسكبت شيخوختك
على مدارج الصفاء والرضا
وصار قوس الدائرة
أقرب ما يكون لاكتمالها الفريد
هأنذا ألوذ بك
أنا المحارب الذي عرفته ، المفتون بالنزال
وابنك ..
حينما يفاخر الآباء ، بالبنوة الرجال
منكسرا أعدو إليك
أشكو سراب رحلتي
وغربتي
ووحدتي
محتميا بما لديك من أبوتي
ولم يزل في صدرك الرحيب متسع
وفي نفاذ الضوء من بصيرتك
جلاء ظلمتي وكربتي
فامدد يدك الذي قد غاله الطريق
واخترقت سهامه صميمه .. فلم يقع
لكنه أتاك نازفا مضرجا
دماؤه تقوده إليك
زندبة في جبهتك
وصرخة مكتومة يطلقها .. إذا امقتع
هذا ابنك القديم ،
وابنك الجديد ..
يبحث فيك عن زمانه ،
وحلمه البعيد
فافتح له خزانتك !مـتـألمٌ ، مـمّـا أنــا مـتـألمُ؟
حـار الـسؤالُ ، وأطرق المستفهمُ
مـاذا أحـس ؟ وآه حـزني بعضه
يـشـكو فـأعرفه وبـعضٌ مـبهم
بي ما علمت من الأسى الدامي وبي
مـن حـرقة الأعـماق مـا لا أعلمُ
بي من جراح الروح ما أدري وبي
أضـعاف مـا أدري ومـا أتـوهم
وكــأن روحـي شـعلةٌ مـجنونةٌ
تـطغى فـتضرمني بـما تـتضرّم
وكـأن قـلبي فـي الضلوع جنازةٌ
أمـشي بـها وحـدي وكـلي مأتمُ
أبـكي فـتبتسم الـجراح من البكا
فـكـأنها فـي كـل جـارحةٍ فـمُ
يا لابتسام الـجرح كـم أبكي وكم
يـنساب فـوق شـفاهه الحمرا دم
أبـداً أسـيرُ عـلى الجراح وأنتهي
حـيث ابـتدأت فـأين مني المختم
وأعـاركُ الـدنيا وأهـوى صفوها
لـكن كـما يـهوى الـكلامَ الأبكمُ
وأبــارك الأم الـحـياة لأنـهـا
أمـي وحـظّي مـن جـناها العلقم
حـرمـاني الـحـرمان إلا أنـني
أهــذي بـعاطفة الـحياة وأحـلمُ
والـمرء إن أشـقاه واقـع شـؤمهِ
بـالـغبن أسـعده الـخيال الـمنعمُ
وحـدي أعيش على الهموم ووحدتي
بـالـيأس مـفعَمةٌ وجـوي مـفعمُ
لـكـنني أهــوى الـهموم لأنـها
فِـكـرٌ أفـسر صـمتها وأتـرجمُ
أهـوى الـحياة بـخيرها وبشرها
وأحــب أبـناء الـحياة وأرحـم
وأصـوغ ( فلسفة الجراح ) نشائداً
يـشدو بـها اللاهي ويُشجى المؤلَمُ [/size]موضوع رقم… 2234 -*- مساهمة رقم… 7275 | |
|
|
مريم نزلي 9
عدد الرسائل : 454 نقاط التقييم : 16793
^ : ^
-
| موضوع: رد: والصمت في حرم الجمال جمـال 2011-06-24, 19:53 | أنت الرقيب على نفسك |
| موضوع رقم… 2234 -*- مساهمة رقم… 8370 | |
|
|
seso* 8
عدد الرسائل : 621 نقاط التقييم : 18776 المهنة : طالبة
^ : ^
-
| موضوع: رد: والصمت في حرم الجمال جمـال 2011-06-24, 22:42 | أنت الرقيب على نفسك |
| كم هو راق القلم بين يديك
وكم هو جميل عزفك
أستمتعت كثيرا وأنا بين حروفك الجميله
ومتصفحك الاكثر من رائع
لك ودي واحترامي
ودمت بخير موضوع رقم… 2234 -*- مساهمة رقم… 8608 | |
|
|
بنت الاسلام 9
عدد الرسائل : 550 نقاط التقييم : 17741
^ : ^
-
| موضوع: رد: والصمت في حرم الجمال جمـال 2011-06-27, 23:04 | أنت الرقيب على نفسك |
| كلمات رقيقة جدا ..... ومعانى تتميز
بالصدق فى التعبير .... سعدنا
بقراءة هذه الكلمات الجميلة
يسلم قلمك الرقيق موضوع رقم… 2234 -*- مساهمة رقم… 11130 | |
|
|