وقليل من الثقيل طويل
قيل في قوله عز وجل : " فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ " نزلت في الثقلاء ... سئل جعفر بن محمد عن المؤمن ،هل يكون بغيضاً ؟ قال :لا يكون بغيضاً ،ولكن يكون ثقيلا.
قال سفيان بن عيينة :قلت لأيوب السّختياني :لم لم تكتب عن طاووس ؟ قال :أتيته فوجدته بين ثقلين .
كان أبو هريرة إذا استثقل رجلا قال اللّهم اغفر لنا وله وأرحنا منه J.
كان حمّاد بن سلمة إذا رأى من يستثلقه ،قال : " ربنّا اكشف عناّ العذاب إنّا مؤمنون "J .
قيل لأبي عمرو الشيباني :لأيّ شئ يكون الثقيل أثقل على الإنسان من الحمل الثقيل ؟ فقال : لأن الثقيل يقعد على القلب ، والقلب لا يحتمل ما يحتمل الرأس والبدن من الثقل.
كان فلاسفة الهند يقولون : النظر إلى الثقيل يورث موت الفجأة.
قال ثقيل لمريض : ما تشتهي ؟ قال : أشتهي ألا أراك J.
وقال أبو حَنِيفة للأعمش وأتاه عائِداً في مرضه: لَوْلا أن أثْقُل عليك أبا محمَد لعُدْتك واللّهِ في كلّ يوم مَرّتين، فقال له الأعمش: والله يا بن أخي، أنتَ ثَقِيل عليّ وأنتَ في بَيْتك، فكيف لو جئتني في كلّ يوم مَرَّتين J.
وذكر رجلٌ ثقيلاً كان يَجْلِس إليه فقال: واللّه إِني لُأبْغِضُ شِقِّي الذي يليه إذا جَلس إلِيّ.
ونقَشَ رجل على خاتَمه: أَبْرَمْتَ فَقُم. فكان إذا جَلس إليه ثقيلٌ ناوَله إِيَّاه وقال: اقرأ ما على هذا الخاتم J.
البَرَمُ : مصدر بَرِمَ بالأَمْرِ بالكسر بَرَماً إذا سَئِمَهُ فهو بَرِمٌ ضَجِر وقد أَبْرَمَهُ فلان إبْراماً أي أَمَلَّه وأَضْجَره فَبَرِمَ وتَبَرَّم به تَبَرُّماً ويقال لا تُبْرِمْني بكَثرة فُضولك.
وقال أحد الشعراء:
إني أجالس معشراً ... نــــوكى أخفّهم ثقيـــل
قوم إذا جالستم ... صدئت بقربهم العقول
لا يفقهون مقالتي ... ويدقّ عنهم ما أقول
الأَنْوَك: الأَحْمَقُ وجمعه النَّوْكَى ، والنَّوَاكة الحماقة ورجل أَنْوَكُ ومُسْتَنْوِك أَي أَحمق وقوم نَوْكَى ونُوكٌ .
وقال آخر :
إذا جلس الثقيــل إليك يومـاً ... أتتـــك عقوبـــة من كل باب
فهل لــــك يا ثقيل إلى خصالٍ ... تنــال ببعضها كرم المآب
إلى مالـــي فتأخذه جميعاً ... أحلّ لديك من ماء السّحاب
وتنتف لحيتي وتدقّ أنفي ... وما في فيّ من ضرس وناب
علــــــــى ألاّ أراك ولا تـــراني ... مقاطعــــةً إلـــى يـــوم الحساب
لا تقبل هدية من ثقيل J: أَهْدى رجلٌ من الثُقلاء إلى رجل من الظُرفاء جَمَلاَ ، ثم نزَل عليه حتى أبْرمه ، فقال فيه:
يا مبرماً أهدى جَمَلْ ... خُذْ وانصرف ألفيْ جَمَل
واستأذن بعض الثقلاء على أبن المبارك، فلم يأذن له. فكتب إليه ذلك الثقيل:
هل لذي حاجة إليك سبيل؟ ... لا طويل قعوده بل قليل!
فأجابه أبن مبارك:
أنت يا صاحب الكتاب ثقيل! ... وقليل من الثقيل طويل!J
وقال أخر:
يا من تبرمت الدنيا بطلعتــه ... كمــــا تبرمت الأجفان بالسهدِ
إني لأذكره حينا فأحسبه ... من ثقله جالسا مني على كبدي
وقال سَهْل بن هارون: من ثَقل عليك بنَفْسه، وغمك بسُؤاله، فأَعِرْه أُذناً صَمَّاء، وعيناً عمياء.
اللَّهُمَّ إِنِّى أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وَجَمِيعِ سَخَطِكَ
موضوع رقم… 630 -*- مساهمة رقم… 849 |
|