قضاءنا .. إلى أين ؟
هذا العنوان هو أبسط ما يمكن أن يقال عن القضاء في المملكة العربية السعودية.
القضاء وهو أحد أركان أي دولة حيث أن أركان أي دولة هي السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية والسلطة القضائية.
فإذا فسد أحد هذه الأركان فسدت الدولة.
نحن بحمد الله وفضله بلد إسلامي
دستوره أحكام الشريعة الإسلامية ونظامه القضائي يرتكز عليها، ولكن القائم
على تطبيق الشريعة الإسلامية يستغل عدم تنصيصها وكثرة مراجعها وباب
الاجتهاد فيها ليحقق مئاربه وأهوائه الشخصية، ويختبئ خلف رداء الدين وهيبة
ونزاهة واستقلال القاضي ليقوم بما يعجز العقل عن تصوره من صاحب تلك الصورة
الزائفة.
عجيب أمر هؤلاء فمن يتقي الله من
القضاة ويراعي الله في الأمانة التي على أكتافه يهمّش ويحجّم بحيث لا يكون
مسئولاً في هذا المرفق، ومن يسعى إلى المناصب ويتخذ التملّق والمداهنة
والألاعيب يتدرج في أعلى المناصب القضائية الحساسة ليكون حجر عثرة وسد
حصين في وجه كل قاضي يؤدي عمله بما يرضي الله ويرضي ولاة الأمر.
ومن العجيب أن ولي الأمر يتجنب
مشكوراً التدخل في القضاء ويطبق مبدأ استقلالية القضاء في شكله الأمثل
ودائماً ما نسمع أن من توجه لأحد ولاة الأمر أو المسئولين من أفراد الأسرة
الحاكمة ليطلب منهم التدخل في قضية منظورة في المحاكم يجيبوا عليه بالإجابة
ذاتها وهي ((إذا موضوعك عند الشرع فليس لنا أن نتدخل فيه)).
بينما المسئولين في الجهات القضائية
لا يترددون أبداً بتقديم خدماتهم بتغيير مسار القضايا بالتأثير على القضاة
وإن لم يتمكنوا يستبعدون القاضي بنقل أو غيره ليحل محله أحد معاونيهم
منعدمي الذمة أمثالهم ليسيروا في القضية ويحكموا فيها على ما طلب ذلك
المسئول.
وذلك وقع جلياً في حالة أسرة تجارية
معروفة تقسم تركتهم في محاكم المملكة وتعرضت هذه التركة لتدخلات صارخة من
هؤلاء الأشخاص "سنورد هذا المثال وغيره من الأمثلة لاحقاً بالمستندات
والإثباتات"
عجباً والله لأمرهم أعطاهم ولي الأمر
الثقة المطلقة ليتلاعبوا بالناس وأموالهم وحاجاتهم وتناسوا عقوبات سيرونها
إن شاء الله في الدنيا والآخرة.
تصدرت العناوين خلال الفترة الماضية
برامج تطوير القضاء والمليارات والإمكانيات المخصصة لذلك ولكن أنّا يتطور
وعلى رأسه هؤلاء المفسدين فيما بين غافل لا يعلم بما يجري ومتنفعٍ متنفذٍ
يحيك الألاعيب والحيل لمصالحه وأهوائه.
ولا يمكن لمن أغلقت بوجهه الأبواب
إلاّ التوجه بالدعاء لمن لا يغلق له باب سبحانه العالم بكل الأمور ولا
تفوته كبيرة ولا صغيرة إلا أحصاها بأن يكفي الله عباده شر المفسدين.
موضوع رقم… 4327 -*- مساهمة رقم… 23528 |
|