اليوم راح احكيلكم قصه قريتها ..
كان فيه وحده لها مكتب للخدمات الاعلامية و الأنترنت
و كل ما يخص المكتبية.
المهم
تقول في يوم من الأيام أتى إليها شخص يعني شاب في مقتبل العمر بين ال25 و 30 على الأكثر
و قال لها أختي أنا عندي كتاب على قرص و حاب أنسخه في أوراق و أعملله إخراج و يصبح كتاب جميل
لأقدم به مشروع لسنة التخرج..
و بعدها فتحت السي دي...
-
و عملت التغييرات و لما جت تطبع الورق قال لها من فضلك تقدري
تقريلي الصفحة كذا (يعني أعطاها رقم الصفحة) من البحث...
استغربت و راحت على الصفحة الوورد على نفس الرقم و قرتها له...
-
قال طيب.
و بعدها قاللها مرة أخرى روحي على صفحة كذا و كذا و اقرئيها لي من فضلك
.. استغربت البنت و قالت ؟؟
و هذا شبيه؟؟؟ حاب يطلعلي جناني و الا ؟؟
قرتها البنت و هي مالة شوي قاللها إحذفي منها الجملة اللي في السطر كذا و كذا...و راح يعطيها التعليمات
و زاد قاللها مرة أخرى أقريلي و هذه المرة أعطاها فقرة طويلة جدا .
البنت وصلت معها للآخر و قالت له:
الظاهر أنك ناوي نقرالك الكتاب كله يا أخ؟؟؟؟؟
فأحس بضجرها فاقترب من الجهاز ( الكمبيوتر) و راح يبحلق في الشاشة كأنه ما يقدر يقرا شيء...
البنت حست أنه ناوي يعمل شيء لا سمح الله ابتعدت من قرب الجهاز و قالت له:
تفضل اقرا بنفسك و بعد ما تتأكد أنه خالي من الأخطاء قول لي خلني أعمل الطباعة ...
انت تضيعلي في وقتي...أنا مش مستعدة نقرالك ...كل هذا
و انا وقتي أثمن من اني أقرالك الكتاب ... كله
و لو حبيت خذ كتابك و شوف مين يقراهولك ...و من بعد لو حبيت جيبه نعملله الطباعة...هيا من فضلك
و خرجت السي دي الجهاز.....و بكل غضب أعطته له بعد أن نفذ نفاذ صبرها...
الرجل انحرج و حس أنه ثقل عليها فقال لها أتي أنا آسف لكن أنا ما أقدر أقرأ
لأني شبه أعمى
عندي نقص نظر كبييير لدرجة أني ما قدرت أتعلم بالمدرسة مثل الأولاد لكن درست بمدرسة خاصة بالعميان...
و أنا أستطيع النظر قليييييلا في نهار حين تكون الشمس مشرقة لكن في الليل يستعصي علي ذلك.
و قد أكملت دراستي بالمعهد في معهد خاص برعاية المكفوفين و من ثم الى جامعة خاصة اعتنت بنا أنا و دفعة من أصدقائي
و الحمد لله و بفضله ها انا أقدم مشروع التخرج ...و أظطر أحيانا الى أي شخص ليقرأ علي ما كتبته
...أو مللته...و قد نجحت بامتياز ..
كل هذا و صديقتي تسمع ذلك و قد أخذتها الصدمة
و أوجع قلبها تأنيب الضمير... و هي تتابع كلامه...
و كل مرة تقطع عليه قصته باعتذار مطول
أنا آسفة و الله...ما قصدت..لكن ما ظنيت انك...
و في نفسها: وا خجلتاه لقد ظلمت المسكين ...
و راح فكري الى أنه يحاول الاقتراب مني لغرض دنيء..
و أنه حسب مظهره الخارجي...لا يظهر عليه ابدا انه ناقص للنظر أو ناقص لأي شيء...
بعدها قالت له أنا مستعدة يا أخي أن أقرأ عليك الكتاب كاملا .. و أن أساعدك على قدر ما أستطيع..
على أن تعذرني على ما بدر مني..
....
هكذا كل هذا و أنا أنظر الى طيف ذاك الشخص و قد ابتعد و صار حجمه كطفل صغير في شارع طويل...يحدوه الأمل و النشاط ...
و العزيمة...همته تناطح السحاب...لم يمل و لم يقنط و لم يركن الى الفشل...
بل ثابر و اجتاز المصاعب..... و نحج... بتوكله على الله و بايمانه
لأنه لا يأس مع أمل...
أرجو ان تنال اعجابكم... رغم قلة قدرتي على الصياغة...و الكتابة...و التعبير...
لكن حبيت أوصل لكم القصة كما هي..
ترى؟؟
كم من شخص ظلمناه بحكمنا المسبق؟؟؟
موضوع رقم… 3143 -*- مساهمة رقم… 12638 |
|