حذار من القشة
لايحزنني أن الحب قد مات ولكن كل حزني أنه مات لأتفه الأسباب .
بهذه العباره اختتمت إحدى الأديبات الأمريكيات روايتها ملخصة
ما يدور في الحياة . فللأسف الشديد فإن كثيرا من علاقات الحب
الجميلة تموت لأسباب تافهة جدا .
يحدث
هذا بين الأصدقاء وبين الأزواج وبين الأخوة وبين الجيران ،
تتحول المحبة إلى كراهية ويتحول الحنان إلى قسوة ، فإذا
تحدثنا عن السبب فلن تجد في الغالب سببا يدعو لكل ما حدث وإنما هي
أشياء صغيرة وقف بعضها فوق بعض واصطف بعضها بجوار بعض حتى صارت سدا
منيعا يفرق بين الناس ولا تحركه سيول ولا عواصف وإنما تزيده
الأيام صلابة .
كلمة واحدة تخرج من فم إنسان بلا تعمد فيسمعها الطرف الآخر
بسوء نية فيكتمها أحيانا أو يلوم الطرف الآخر بطريقة قاسية
فتتصاعد المشاعر العدائية ويترسب في النفوس سموم يصعب علاجها ،
ولذلك
عندما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- اتق النار ولو بشق
تمرة وإن لم تستطع فبكلمة طيبة فهو قد أدرك أن الحب بين الناس
يبدأ بكلمة ولكنه أيضا ينتهي بكلمة وأن الكراهية تولد ايضا
بكلمة وتتحول إلى حب بكلمة أخرى .
حذار
من التوافه التي تفسد العلاقات بين الناس وتكون أشبه بقطرات
الماء تملأ كوبا فارغا ونحن لا ندري أن الكوب يصعد فيه مستوى
الماء حتى تكون القطرة الأخيرة التي إن زادت في الكوب فاض على
جانبيه كالقشة التي قسمت ظهر البعير فحذار من هذه القشة
وحذار من هذه القطرة فمعظم النار من مستصغر الشرر.
موضوع رقم… 2634 -*- مساهمة رقم… 7700 |
|