علمت
"المصريون"، أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطا مكثفة علي مصر لإطلاق سراح
إيلان جرابيل، الذي ألقت السلطات المصرية في مطلع الأسبوع الماضي بتهمة
بالتجسس لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، ومحاولة تجنيد عملاء
له في مصر.
وقدمت واشنطن عرضًا متكاملاً من أجل تسوية هذا الملف،
لاسيما وأن جرابيل الذي يحمل جنسيتها دخل مصر بجواز سفره الأمريكي، ما دفع
إسرائيل إلى رفع يدها عنه وترك الأمر للجانب الأمريكي، خاصة مع رفض مصر على
لسان وزير الخارجية نبيل العربي إجراء مفاوضات مع إسرائيل بهدف تسوية
الأزمة وإطلاق سراحه، مؤكدًا أن أمن مصر غير قابل للمفاوضات.
وكشفت
مصادر مطلعة أن واشنطن لوحت لمصر بحزمة من المعونات الاقتصادية في حال
موافقتها على إبرام صفقة لإطلاق سراح جرابيل، إلى جانب عقد صفقة لتبادل عدد
من السجناء المصريين الجنائيين الذين يواجهون عقوبات بالسجون الإسرائيلية،
لكن هناك اتجاها داخل السلطة المصرية برفض إبرام صفقة مع الجانب
الإسرائيلي.
وأبلغت مصر الجانبين الأمريكي والإسرائيلي بأن ما كان
يجري في السابق بات غير ممكن بعد الثورة، وأن مصر لن تقبل أي صفقات تضر
بأمنها القومي واستقرارها.
وكشف المصادر ذاتها، أن هناك عددا من
المسئولين الأمريكيين سيصلون مصر في الفترة القادمة، سعيا للتوصل لتسوية مع
مصر حول الجاسوس، عبر التلويح بالتدخل لدى جهات دولية مانحة لتقديم الدعم
لمصر.
وجرابيل المعتقل في مصر يحمل الجنسيتين الإسرائيلية
والأمريكية، وقد خدم بالجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية عام 2006،
بالفرقة 101 في سلاح المظلات، وأصيب خلال تلك الحرب بإصابات بالغة.
وتقول
السلطات المصرية إنه تم دفع جرابيل إلى داخل مصر وتكليفه بتجنيد بعض
الأشخاص لتوفيرها للجانب الإسرائيلي من خلال نشاطه في التجسس ومحاولة جمع
المعلومات والبيانات ورصد أحداث ثورة 25 يناير، والتواجد في أماكن
التظاهرات وتحريض المتظاهرين على القيام بأعمال شغب تمس النظام العام
والوقيعة بين الجيش والشعب.
من جانبه، أكد الدكتور طارق فهمي أستاذ
العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لـ "المصريون" أنه لا
يري إمكانية لتسوية قريبة لأزمة الجاسوس الإسرائيلي، مضيفا إن مصر لن تقبل
تسوية سريعة حتى لا يفتح ذلك الباب أمام تكرار إرسال الجواسيس إلى مصر.
ولاحظ
فهمي أن إسرائيل باتت تستعين خلال الفترة الأخيرة بجواسيس يحملون أكثر من
جنسية، وقال إن الغرض من ذلك تصدير الأزمات التي قد تثار عند القبض عليهم
لدول أخرى، لضمان تدخلها لتأمين الإفراج عنهم.
موضوع رقم… 2624 -*- مساهمة رقم… 7690 |
|