الكرة العربية تتدحرج خطوة وتتقهقر ثلاث فيما
الماكينات الألمانية تعمل بثبات بوقود"بلاي بوي" فهل ما زلنا نفكر
بمونديال السيدات على حساب الثقافة والدين والتقاليد؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]Eurosport دبي- خاص (يورو سبورت عربية)
كلما اقترب موعد إطلاق سراح كرة القدم النسوية من سجن المجتمعات
والعادات والتقاليد نصطدم بواقع جديد يفرض نفسه على اللاعبات ويعيد أولياء
الأمور إلى نقطة الصفر للتفكير بوضع ضوابط جديدة تجبر الفتيات على الجلوس
في المنازل بهدف إبعادهن عن ممارسة الساحرة المستديرة وتعطيل حلم ظهور
منتخب عربي في نهائيات كأس العالم للسيدات الذي ينطلق بنسخته السادسة في ٢٦
حزيران/يونيو الحالي ويستمر حتى ١٧ تموز/يوليو المقبل.
كرة "الضاد" الناعمة رأت النور قبل سنوات حتى ظهرت في مجال ضيق من
خلال بطولات غرب آسيا وشمال أفريقيا والبطولة العربية الرسمية الأولى التي
استضافتها البحرين خلال العام الماضي وتوج المنتخب الأردني بلقبها على
حساب نظيره المصري، وعندها تبادر إلى الأذهان إمكانية تشكيل منتخب عربي
موحد يشارك في المونديال ويكون بمقدوره تحقيق حلم بعض الفتيات اللواتي ما
زلن يمارسن اللعبة من أجل احترافها وليس للهواية حتى موعد الزواج.
تتدحرج
خطوة وتتأخر ثلاث [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولأنها كرة السيدات، نراها تتدحرج خطوة وتتأخر ثلاث بسبب ظروف غير
متوقعة صنعت قضباناً بين أولياء الأمور واللعبة كما حصل مع عائلات أردنية
ارتأت لحرمان فتياتهن من لعب الكرة بعدما اكتشفن أخيراً أن مدربة المنتخب
الأردني للسيدات، الهولندية هيسترين "سحاقية" ما أثار جدلاً واسعاً في
الأردن ودول عربية أخرى ما زالت تحبو لإقناع لاعبات وتشجيعهن على ممارسة
اللعبة، فكيف بعد تلقيهم النبأ الأليم؟!.المفارقة أن المدربة الهولندية لا
تعتبر نفسها شاذة لأنها قدمت إلى الإتحاد الأردني إثباتات تفيد بأنها
مرتبطة بزواج مثلي مع مساعدتها في تدريب المنتخب ساندرا، الأمر الذي زاد
الأمر ضراوة وأعاد الاتحاد لعمليات بناء قاعدة جديدة للكرة النسوية في
البلاد.والطريف أن المدربة هيسترين ردت على الاتهامات الموجهة لها قائلة:
"أسئلتكم تنم عن غباء"، فيما أشارت مساعدتها أن القانون في هولندا يعطيها
حق الزواج المثلي ولا مشكلة في ذلك!
ستيفاني
محترفة أردنية تحلم ولعل الخاسر الأكبر لاعبات بحجم النجمة الأردنية ستيفاني النبر
المحترفة في صفوف فرتونا بطل الدوري الدنماركي التي أكدت في تصريحات صحافية
بأنها مستعدة للتضحية بالزواج من أجل إكمال مشوار احترافها الخارجي وتطوير
مستواها الفني والظهور مع فرتونا في البطولات الأوروبية، لكن قضية المدربة
الشاذة أخرت الكرة الأردنية الناعمة وأضرت بها خصوصاً بعد انسحاب لاعبات
من المنتخب حفاظاً على سمعتهن.وتقول النبر أنها "ما زالت تحلم باللعب في
مونديال العالم حاملة شعار المنتخب الأردني"، وعلى الرغم من صعوبة المهمة
فإنها ما زالت تشير إلى "إمكانية ذلك بتشكيل منتخب عربي موحد يضم أبرز
اللاعبات العرب في غرب آسيا وشمال أفريقيا".
المصيبة
من الهولنية "الشاذة" [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وبعيداً عن المدربة الشاذة وحلم النبر الذي تبخر جزء كبير منه في
ظل الأوضاع السياسية السائدة وربيع الثورات العربية، فإن الكرة النسوية في
بلادنا لن تقوى على النهوض واللحاق بالركب العالمي رغم محاولات إحياءها في
كثير من الدول تتقدمها الإمارات التي أعلنت عن تنظيم أول دوري محلي للسيدات
اعتباراً من الموسم المقبل نتيجة التباين الثقافي والديني بين الشرق
والغرب وتمسك الأسر العربية بالعادات والتقاليد والاحتشام الذي يحول دون
ظهور لاعبات عرب في المونديال.
مجلة
"بلاي بوي" المونديال السادس للسيدات سينطلق قريباً في ألمانيا "حاملة اللقب"
والتي روجت خلال الفترة الماضية للبطولة بشتى الوسائل، وأغربها القيام بنشر
صور لاعبات منتخب الماكينات في مجلة "بلاي بوي" الإباحية بهدف إظهار
أنوثتهن وإثبات أنهن طبيعيات ولسن كالرجال لمجرد ممارستهن كرة القدم.وظهرت
اللاعبات الألمان في المجلة بكل بساطة على الغلاف الرئيسي بصور مثيرة تهدف
أيضاً إلى جذب الرجال لمتابعة مباريات المونديال وكسر الأرقام القياسية في
البطولة الثالثة التي استضافتها الولايات المتحدة وحققت فيها نجاحاً باهراً
في الحضور الجماهيري الذي بلغ أكثر من مليون و١٩٤ ألف متفرج تابعوا ٣٢
مباراة عام ١٩٩٩.
تساؤلات
للعرب وهنا نتسائل، ماذا لو تأهل منتخب عربي إلى المونديال وتناولت الصحف
الأجنبية بمقالات مهينة لحجابهن إذا سمح لهن ارتداءه؟ كيف ستكون نظرة
أولياء الأمور العرب للكرة النسائية بعد مشاهدة ما يصدر عن مدربة المنتخب
الأردني أو مشاهدات الـ"بلاي بوي"؟ ما الحل المرتقب لشبيهات المحترفة
الأردنية ستيفاني النبر التي تحلم بمواصلة مشوارها الاحترافي، وما ذنبها
فيما يعترض طريقها من عوائق مجتمعية؟ هل من الممكن أن نرى لاعبة عربية
تمتلك مقومات فنية ومهارية مثل النجمة البرازيلي مارتا أفضل لاعبة في
العالم؟.أخيراً، أعتقد أن وصول منتخب عربي إلى نهائيات كأس العالم للسيدات
في الأعوام المقبلة سيكون ضرباً من الخيال أمام كل العثرات والحواجز على
الفتاة العربية.
من
محمد الحتو