جزيرة سردينيا، من الجزر المتوسطية المر غوبة حاليا من قبل الاغنياء والسياح في جميع انحاء العالم وقد ارتفعت شهر تها السياحية في السنوات القليلة الماضية لعدد المشاهير والفنانين والسياسيين الكبير الذين يقطنونها.
وقد جذبت الجزيرة الجميلة والمعروفة بأشجار الصرو والصنوبر والشربين وشواطئها الرائعة والجميلة والشفافة، لطبيعتها الخلابة ومزاجها الإيطالي الجنوبي والتقليدي الذي حافظ على الكثير من المآكل التقليدية المحلية مثل البيتزا والمعكرونة وانواعها التي لا تحصى ولا تعد. بالإضافة الى شهرة شواطئها عالميا، تضم الجزيرة ثروة حيوانية ونباتية نادرة وممتازة وخصوصا بعض انواع العصافير التي لا توجد في أي مكان آخر في العالم.
ويمكن مشاهدة بعض هذه الانواع في الحديقة الوطنية المعروفة بـ«Gennargentu National Park» كما تشتهر الجزيرة بموسيقاها المتعددة، حيث كانت مسقط رأس الكثير من الفنانين مثل باولو فريسو والينا ليدا.
ويستخدم في الجزيرة الكثير ممن ادوات الموسيقى الخاصة التي تتشابه في طبيعتها مع موسيقى جزر المتوسط.
تقول الموسوعة الحرة في تعريف الجزيرة التي يصل عدد سكانها الى حوالي مليوني نسمة، بأنها من احد الاقاليم العشرين في ايطاليا وواحد من خمسة منها تتمتع بالحكم الذاتي بموجب قانون خاص نص عليه في الدستور الإيطالي.
كما ان الجزيرة التي تتخذ من مدينة كاليري المعروفة عاصمة لها، ثاني اكبر جزر حوض البحر الابيض المتوسط بعد جزيرتي صقلية وقبرص. وتقع الجزيرة جغرافيا بين فرنسا وجزيرة مورسيكا شمالا وتونس وجزيرة صقلية جنوبا باتجاه شمال افريقيا، وهي على الجهة الغربية من السواحل الإيطالية.
وتتألف الجزيرة من ثماني مقاطعات وهي: مقاطعة كالياري (Cagliari ) - مقاطعة ساساري (Sassari ) - مقاطعة أوريستانو (Oristano ) - مقاطعة نوورو (Nuoro) - مقاطعة أولبيا تيمبيو (Olbia-Tempio) - مقاطعة كاربونيا -إغليسياس (Carbonia-Iglesias) - مقاطعة ميديو كامبيدانو (Medio Campidano ) - مقاطعة أولياسترا (Ogliastra).
وتقول بعض المعلومات المتوفرة عن تاريخ الجزيرة (Sardegna بالإيطالية )، بأنها كانت تسمى من قبل المسينيين بـ«Hyknusa» في بداية العصر النوراغي الذي يعود الى 1500 سنة قبل الميلاد.
ويعود اصل المسينيين الى جنوب اثينا في اليونان حيث اسسوا مركزا حضاريا و عسكريا مهماً بين عام 1100 و1600 قبل الميلاد.
ولاحقا اخذ منهم المانويون ليشكلوا حضارتهم المعروفة في كريت ومعظم اطراف اليونان القديم. ويرجح بأن الاسم يعني «جزيرة الهكسوس» الذين طردوا من قبل احمس الاول من مصر
عام 1540 قبل الميلاد. واطلق على الجزيرة ايضا، وربما بسبب شكلها الذي يشبه شكل القدم اسم «سنداليون» (Sandalyon).
اما الاسم الاخير والمستخدم وهو سردينيا يعود الى اسم شاردانا احد شعوب البحار (على الارجح انهم من سواحل لبنان وفلسطين) الذين غزو مصر وهزمهم رمسيس الثالث عام 1180 قبل الميلاد. الحفريات التي تعرضت لها الجزيرة تقول بأنها كانت مأهولة منذ اكثر من 250 الف سنة، وان السكان القدماء في الجزيرة تعرفوا وتعاطوا مع الشعوب الاخرى في حوض المتوسط، عبر تجارتهم بالزجاج البركاني المعروف بـ«obsidian».
وكان هذا الزجاج الشفاف والقوي عماد الاقتصاد السرديني ومصدر قوته إذ كانت تصنع منه السيوف ومختلف انواع الادوات المهمة والمرايا والتحف الفنية النفيسة.
وخلال العصر النوراغي الذي سبق وصول روما وجيشها الى الجزيرة، تم بناء ما لا يقل عن 35 الف برج تعرف تاريخيا باسم «Nuraghe»، ولا يزال في الجزيرة حتى الآن آثار 9 الآف منها. وكانت هذه الابراج المبنية من دون اساس والمنتشرة في كل مكان، تستخدم للطقوس الدينية والاجتماعات والعيش بشكل عام.
وهي من المعالم السياحية في الجزيرة منذ القدم. وتعتبر احد المواقع من قبل منظمة اليونيسكو التي تعود الى التراث الإنساني الذي يفترض حمايته. وخلال الحرب التي اندلعت بين السكان الاصليين والمستوطنين الفينيقيين، استنجد السكان الاصليون بقرطاجة (من اصول فينيقية) لطرد الفينيقيين ليصبحوا جزءا من عظمتها وحضارتها المعروفة.
في القرن الثامن للميلاد، وقد انقسمت الجزيرة الى عدة امارات خلال عجز الامبراطورية البيزنطية حمايتها من غزوات العرب والبربر بعد سيطرة المسلمين على صقلية عام 832. وحول الاماكن الممتازة التي يمكن للسائح التمتع بها، واعتمادا على النصائح الإيطالية نفسها، لا بد من التمتع بشواطئ الجزيرة التي لا نظير لها احيانا، وينصح بزيارة شاطئ «سانتا تيريسا» (Santa Teresa)، وبالقرب من سنتا تيريسا هناك الكثير من الشواطئ النادرة مثل شاطئ فالي ديلا لونا (VALLE DELLA LUNA). وإذا توفرت السيارة، يمكن للسائح التوقف على أي شاطئ يرغب ويحب. ومن سانتا تيريسا يمكن اخذ القوارب الى بعض الشواطئ مقابل اجر رخيص للتمتع بشواطئ «ماديلينا» (Maddalena) و«سبارغي» Spargi و«بوديلي» (Budelli). ويمكن ايضا التمتع بشواطئ منطقة فيلاسميوس في الجنوب وخصوصا شواطئ بلدة تانكا الرملية البيضاء العذراء والمجانية.
وبالطبع هناك العاصمة كاليري التي تقع في جنوب الجزيرة او بالاحرى على خليج كاليري الجميل. هناك المنطقة المعروفة بكاستيلو التي ورثها الرومان عن الفينيقيين وهي من اقدم احياء المدينة.
ويمكن للزائر التمتع بالمتحف العام فيالي بون كامينو (Viale Boun Cammino) والتوجه شمالا لرؤية المدرج الروماني القديم الذي تم بناؤه في حوض الجبل (Amphitheater).
ولا يزال المدرج يستخدم للعروض في الهواء الطلق. وبالقرب من المدرج هناك حدائق البوتانيك (Botanic Gardens) المعروفة والجميلة. وهناك ايضا «متحف الآثار الوطني» (Museo Archeological Nazionale) شمال فيالامارمورا في بيزا.
ويعتبر موقع المتحف من المواقع التاريخية لانه مبني على موقع برج قديم صمم خصيصا لحماية الجزيرة الام في القرن الرابع عشر. ويضم المتحف مجموعة نادرة وممتازة معروفة دوليا حول التاريخ الروماني و العصر البرونزي والكثير من التماثيل البرونزية التي العثور عليها في ابراج النورغ ا. كما يضم المتحف مجموعة رائعة من صور الجزيرة التي تعود الى القرون الماضية.