السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
ما حكم مشاهدة المتزوج حديثا مقاطع الفيديو - الموجودة في المواقع الإباحية - والتي تعرض رجالا ونساء يمارسون الجنس في أوضاع مختلفة بحجة التعلم؟ وماذا نقول لمن ابتلي بهذه العادة؟!
وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فقد ختمت كلامك بهذا السؤال: ماذا نقول لمن ابتلي بهذه العادة (مشاهدة الأفلام الإباحية)؟ والجواب: هو أننا نقول له ما قاله رب السموات والأرض جل وعلا:{قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ}، فهذا هو أمثل جواب لسؤالك الكريم.
نعم ... إن عليك أن تراقب ربك وهو يراك ويطلع على سريرتك، فتأمل في هذه الصورة: عبدٌ قد جلس أمام هذه المشاهد الفاضحة وهو يرى الرجال والنساء يرتكبون الفواحش الغليظة بأبشع صورها وأفضح مناظرها ويتلذذ بالنظر إلى هذه الأجساد الفاضحة، والله جل وعلا من فوقه مطلع عليه يرى حركاته وسكناته ويرى عينيه وهما تحدِّقان بهذه الفاحشة الغليظة، فأين الحياء من الله إذن؟! وأين رقابة الله تعالى؟! فاسأل نفسك: ألست تستحي من أن ترى هذه المشاهد أمام أمك أو أبيك أو بعض أهلك أو حتى بعض الأغراب من الناس عنك؟! فمن أحق بهذا الحياء؛ هؤلاء المخلوقون الضعاف أم ذو الجلال والإكرام جل جلاله وتقدست أسماؤه؟!
إن عليك أن تنظر أولاً في حكم هذه المشاهد الفاضحة ثم أن تنظر ثانياً في نتائجها وآثارها، وأما حكمها فهي حرام بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإجماع المسلمين، فإن الله جل وعلا قد حرم مجرد النظر إلى النساء الأجنبيات أو مخالطتهنَّ ولو لم يكن في ذلك شيء من الفاحشة؛ كما قال تعالى:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ}، وأخرج مسلم في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن نظرة الفجأة فقال: (اصرف بصرك)، بل أخرج الإمام أحمد في المسند عن النبي صلى الله أنه قال: (لا تتبع النظرة النظرة فإن الأولى لك والثانية عليك).
فهذا حكم النظر الذي يتبادل بين النساء والرجال الأجانب فكيف إذن بهذه الأجساد العارية وهي تعرض الفاحشة الغليظة وهي تدعو إلى الزنا الذي حرمه الله وإلى الرذيلة التي نزه الله تعالى عنها عباده المؤمنين، إذن فحكم مشاهدة هذه الأفلام هو التحريم القطعي الذي لا يرتاب فيه من كان يؤمن الله واليوم الآخر.
وأما عن مشاهدتها بقصد التعلم فما شأن هذه الحجة إلا كشأن من ذهبت إلى الرجال لتقيم العلاقات المحرمة بقصد أن تتدرب على كيفية معاملة زوجها، فهل يقول بهذا مؤمن؟! بل هل يقول بهذا من له مسكة من عقل؟! إذن فهي شبهة باطلة وكلام لا يُلتفت إليه ولا يُعوَّل عليه، فعليك بتقوى الله والأخذ بجانب الحياء منه، والحذر الحذر من التمادي في هذه الأعمال، فإن مثل هذه المشاهد لها تأثير عظيم في النفس، فمن ذلك:
• أنها من الحرام الغليظ وتعود على مشاهدة هذا الحرام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان تزنيان وزناهما الاستماع، واللسان يزني وزناه الكلام، واليدان تزنيان وزناهما البطش، والرجلان تزنيان وزناهما الخطى، والقلب يشتهي ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه) متفق عليه.
• وهي أيضا دعوة صريحة إلى الفاحشة.
• وهي أيضا تُذهب المروءة وتسقط العدالة.
• وهي أيضاً تجعل الإنسان ينظر ليس فقط إلى عورات النساء بل وإلى عورات الرجال المغلظة، فأي سقوط بعد ذلك.
• وهي أيضا تفسد الأخلاق وتنبت النفاق.
• ومن مفاسدها العظيمة أنها تذهب الغيرة وتقتل الحمية في النفس.
• ومن مفاسدها أنها تعود على طلب أوضاع محرمة كالجماع في الدبر، فإن كثيرا ممن ابتلي بمشاهدة هذه الأفلام الساقطة يشتهي أن يطبق ما يراه فيها، والواقع خير شاهد على ذلك.
ومفاسدها أعظم من أن تحصر، ولذلك فإن تقوى الله هي التي يجب عليك أن تأخذ بها وأن تستمسك بها، وأما عن تعلم أساليب الجماع فهذا فيه الكتب الكثيرة، بل إن أسهل طريق يمكنك أن تفعله أن تكتب إلى الشبكة الإسلامية مسترشدا عما تريده من ذلك ليأتيك الجواب مفصلاً مبينا.
إذن فقد استبان لك الطريق ولم يبق إلا العمل، فاحذر هجمة الموت وسوء الخاتمة واطلب سعادتك برضا الله تعالى، فهذا هو خلق المؤمن.
نسأل الله عز وجل أن يشرح صدرك وأن يحصن فرج وأن يعافيك من كل سوء وأن يغفر ذنبك وأن يطهر قلبك.
الله اعلم
وبالله التوفيق
منقوول
موضوع رقم… 3040 -*- مساهمة رقم… 11506 |
|